بأصبهان، أنبأ أبو الفضل جعفر بن محمد بن محمود الثقفي، أنبأ أبو منصور الخطيب، أنبأ أبو محمد بن حيَّان، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا أبو حاتم، ثنا أحمد بن هشام، ثنا ضَمْرة، عن حفص بن عمر قال: قضي شريح ستين سنة، وحكي علي بن عبد الله بن معاوية بن مَيْسَرة بن شُرَيح قال: حَدَّثني أبي، عن أبيه معاوية، عن ميسرة، عن شُرَيح قال: وَلِيتُ القضاء لعُمر وعثمان وعلي ومعاوية، ويزيد بن معاوية، ولعبد الملك إلى أيام الحجَّاج فاستعفيت الحجَّاج، وكان له عشرون ومئة سنة، وعاش بعد استعفائه الحجَّاج سنةً ثم مات.
وقال علي بن المدينيّ: وَليَ شُرَيح البصرة سبع سنين في زمن زياد، وولي بالكوفة ثلاث وخمسين سنة، ثم قال علي: يقال: تَعَلَّم شُرَيْح العِلْمَ من معاذ بن جبل.
وروي سَيَّار أبو الحكم، عن الشَّعْبي قال: أخذ عمر بن الخطاب فرسًا من رجل على سوم، فحمل عليه رجلًا، فعطب عنده، فحاكمه الرجلُ، فقال: اجعل بيني وبينك رجلًا. قال الرجل: فإني أرضى بشريح العراقي، فأتوا شُرَيحًا، فقال شريح لعمر: أخذته صحيحًا سليمًا فأنت له ضامِنٌ حتى تردَّهُ صحيحًا. فأعجب عمر بن الخطاب، فبعثه قاضيًا.
وروى أبو إسحاق السَّبِيعي عن هُبيرة بن يريم: أن عليًّا جمع الناس في الرَّحْبة، وقال: إني مفارقكم، فاجتمعوا في الرَّحْبة رجالٌ أيما رجال، فجعلوا يسألونه حتى نَفِد ما عندهم، ولم يبق إلا شُرَيح، فجثا على ركبتيه وجعل يسأله، فقال له علىٌّ: اجلس فأنت أقضي العرب.
وروى الأَعْمَش عن أبي وائل قال: كان شُرَيح يُقِلُّ غَشَيان عبد الله بن مسعود، قال: فقيل له: لِمَ؟ قال: للاستغناء.