ابن العباس بن حَيُّويَه، أنا أبو الحسن بن معروف، ثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم، ثنا محمد بن سَعْد، أنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدث هشام بن حسان مرة بحديث، فقال له رجل: من حَدَّثَك به؟ فقال: من لم تر عيناي، -والله-، مثله قط: عبد الله بن عون، ما أستثني الحسن، ولا ابن سيرين.
قال الأنصاري: وقدم هشام مرة من مكة فأتى ابن عون ونحن عنده فقال: والله ما أتيت أهلي ولا أحدًا حتى آتيك.
قال علي: جُمع لابن عون من الإسناد ما لم يُجْمَع لأحدٍ من أصحابه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أفضل من ابن عون.
وقال بشر بن المُفَضَّل: لقيتُ الثَّوري بمكة، فقلت له: مَن آمنُ مَنْ تركت على الحديث بالكوفة؟ قال: منصور بن المعتمر، فمَنْ آمنُ مَنْ تركت أنت على الحديث بالبصرة؟ قلت: يونس بن عبيد.
قال علي: وهذا قبل أن يُحَدِّث ابن عَوْن، ولو كان ابن عَوْن قد حَدَّث ما قَدَّمَ عليه أحدًا. قال: وبلغني أن ابن عَوْن لم يحدِّث حتى مات أيوب، فألَحَّ عليه أصحاب الحديث، فحدث.
وذكر ابن سعد قال: وكان ابن عون إذا حدث بالحديث يخشع عنده حتى ترحَمَهُ مخافة أن يزيد، أو ينقص، وكان إذا صلى الغداة يمكث مستقبل القبلة في مجلسه يذكر الله تعالى فإذا طلعت الشمس صَلَّي، ثم أقبل على أصحابه.
قال بكار بن محمد: ما رأيت ابن عون شاتمًا أحدًا قط: عبدًا، ولا أمَةً، ولا دجاجة ولا شيئًا، ولا رأيت أحدًا أملك للسانه منه.