قال أبو زرعة الرَّازِيّ: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شَيْبَة.
وقال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث وعلله: عليّ بن المَدِيني، وأعلمهم بتصحيف المشائخ يحيى بن مَعِين، وأحفظهم عند المذاكرة: أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
أخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو منصور، أنا أبو بكر، أنا أبو سعد الماليني، أنا ابن عدي قال: سمعت عَبْدَان يقول: كان يقعد عند الأسطوانة أبو بكر وأخوه ومُشْكُدانه، وعبد الله بن البَرَّاد وغيرهم، وكُلُّهم سكوت، إلَّا أبا بكر فإنَّه يهدر.
قال ابن عدي: والأسطوانة هي الَّتي يجلس إليها ابن سعيد، قال لي ابن سعيد: هي اسطوانة ابن مسعود، وجلس إليها بعده عَلْقَمَة، وبعده إبراهيم، وبعده منصور، وبعده الثَّوْريّ، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وبعده مُطَيَّن، وبعده ابن سعيد.
أخبرنا أبو موسى، أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الواحد بن زريق القَزَّاز بقراءتي عليه ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت، أخبرني الأَزْهَرِيُّ، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة قال: سنة أربع وثلاثين ومئتين فيها أشخص المتوكِّل الفقهاء والمحدثين؛ فكان فيهم مصعب الزُّبَيْرِي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوي، وعبد الله، وعثمان ابنا محمد بن أبي شَيْبَة الكوفيان، وهما من بني عَبْس، فكانا من حُفَّاظ الخزائن، فَقُسِمَت بينهم الخزائن، وأُجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكِّل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث الَّتي فيها الرَّدُّ على المعتزلة، وأن يسمعوا منه، واجتمع