وبه قال محمد: أخبرني أبو نصر منصور بن جعفر النهاوندي، نا الحسن بن علي بن نصر الطُّوسي، نا محمد بن المنذر، عن بعض أصحابه قال: كنت عند عبد الرزاق، وبَقِيَت علىّ بَقِيَّةٌ، وأردتُ الخروج، فقمت في المجلس فقلت: يا أبا بكر إني أريد الخروج وقد بَقِيت على بقية، فأحب أن تقرأه عليّ، قال: فزبرني وانتهرني بين يدي أصحاب الحديث، فانصرفتُ مغمومًا، وصَلَّيتُ العشاء ونمت وأنا مغموم، فرأيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كأنه دخل علي، فقال: ما لي أراك مغمومًا؟ قلت: يا رسول الله، إني أردت الخروج وبقيت بقية وسألته أن يقرأه علي، فزبرني وانتهزني بين يدي أصحاب الحديث، فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن أردت أن تكتب العلم لله فاكتب عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن رجاء الغُدَاني، ومحمد بن الفضل السُّدُوسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، فأصبحتُ وقمتُ في المجلس وحكيت هذه الرؤيا، قال: فبكى، وقال: إنك شكوتني إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، هات حتى أقرأ عليك كل شيء بقي عليك، فقلت: والله لا سمعت منك شيئًا بعد ما أمرني رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أكتب عن هؤلاء، قال: فلحقت بهم وكتبتُ عنهم.
قال أبو موسي: وروى الحاكم أبو عبد الله هذه الحكاية عن أبي بكر محمد بن إبراهيم العبدي، عن علي بن عبد العزيز قال: حدثني شيخ من أفاضل المسلمين، وذكر نحو هذا السياق.
أخبرنا أبو موسى، ثنا حبيب بن محمد الفقيه إذنًا عن كتاب أبي بكر بن أبي الحسن، أخبرني عبد الله بن أبي الفتح، حدثني محمد بن المظفر، نا عبد الله بن جعفر القزويني، ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعتُ القَعْنَبِيّ يقول: اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة، ما من حديث في