وغيرهما، تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوا؛ فَدَخَلَنا من ذلك غَمٌّ شديد، فقلنا قد اتفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه! ! فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجتُ من صنعاء إلى مكة فوافقت يحيى ابن معين، فقلت له: يا أبا زكريا، ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ قال: ما هو؟ فقلت: بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عن الإسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه.
وروينا عن عبد الرزاق أنه قال: قدمت مكة، فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فمضيتُ وطُفْتُ وتَعَلَّقْتُ بأستار الكعبة، فقلت: يا رب ما لي أكذاب أنا؟ أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاؤوني.
قال ابن أبي خيثمة: سُئل يحيى ابن معين عن أصحاب الثَّوْريّ، فقال: أما عبد الرزاق، والفريابي، وعبد الله ابن موسى، وأبو أحمد الزبيري، وأبو عاصم وطبقتهم، كلهم في سفيان قريبًا بعضهم من بعض، وهم دون يحيى ابن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي، ووكيع، وأبي نعيم.
وقال أحمد ابن صالح: قلت لأحمد ابن حنبل: رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرزاق؟ قال: لا.