لكنني أسأل الرحمن مغفرةً ... وضربةً ذات فَرْع تَقْذِف الزَّبدا
أو طعنةً بيدي حرَان مُجْهِزَةً ... بحَرْبَةٍ تَنْفُذُ الأحشاء والكَبِدا
حتى يقولوا إذا مَرُّوا على جَدَثي ... يا أرشد الله من غازٍ وقد رَشِدَا
روي هشام، عن أبيه عروة قال: سمعتُ أبي يقول: ما سمعت أحدًا أجرى ولا أسرع شعرًا من ابن رواحة، سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول له يومًا:"قل شعرًا تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك"، فانبعث مكانه يقول:
إني تفرَّست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البَصَرُ
أنت النبيُّ ومَنْ يُحرَم شَفَاعته ... يوم الحساب لقد أزرى به القَدَرُ
فَثَبَّتَ الله ما آتاك من حُسن ... تثبيتَ موسي ونصرًا كالذي نصروا
فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وأنت فَثَبَّتَك الله يا بن رواحة".
قال أبو الدرداء: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض أسفاره في اليوم الشديد الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعبد الله بن رواحة.
روى النَّسائي، عن أحمد بن أبي عبيد الله، عن عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن رواحة أنه كان مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مسير له فقال له:"ابن رواحة، انزِل فَحَرِّك بالرِّكاب. . ." الحديث.
وقيس لم يدرك ابن رواحة، وقد رواه ابن إدريس، عن إسماعيل، عن قيس، عن عمر: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لابن رواحة. وهو الأشبه.