وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، مات بالبَصْرَة في رجب، سنة ثلاث وعشرين ومئتين.
وقال يحيى بن مَعِين: ما جلست إلى شيخ إلَّا هابني، أو عرف لي، ما خلا هذا الأَثْرَم التَّبُوذكي.
قال عبَّاس: عددت ليحيى ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.
أخبرنا الحافظ أبو سعد الصَّائِغ، أنا سَعِيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفي، أنا مَنْصور بن الحسين الكاتب، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري، أنا أبو عليّ الحسن بن القاسم بن دحيم الدِّمَشْقِيّ، ثنا محمد بن سُلَيْمَان قال: قَدِم علينا يحيى بن مَعِين البصرة، فكتب عن أبي سَلَمَة التبوذكي، فقال: يا أبا سَلَمَة إني أريد أن أذكر لك شيئًا فلا تغضب، قال: هات، قال: حديث هَمَّام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر في الغار، لم يروه أحد من أصحابك؛ إنَّما رواه عَفَّان، وحَبَّان، ولم أجده في صدر كتابك، إنَّما وجدته على ظهره. قال: فتقول ماذا؟ قال: تَحْلِف لي أنَّك سمعته من همَّام. قال: ذكرتَ أنك كتبتَ عني عشرين ألفًا، فإن كنتُ عندك فيها صادقًا ما ينبغي أن تكذبني في حديث، وإن كنتُ عندك كاذبًا في حديث فما ينبغي أن تصدقني فيها وترمي بها، برة بنت أبي عاصم طالق ثلاثًا إن لم أكن سمعته من هَمَّام، والله لا كَلَّمتك أبدًا.
وقال السَّراج: حدَّثنا الجَوْهَرِيُّ، قال: كان التبوذكي أحمر الرَّأس واللحية، وكان قد رأى سَعِيد بن أبي عَرُوبة، وحَفظَ عنه مسائل، مات بالبَصْرَة سنة ثلاث وعشرين ومئتين.
وروى له: مسلم حديثًا واحدًا؛ حديث أم زرع، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه.