وقال ابن نُمير: وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس، ولكن ليس مثل ابن إدريس، وكانوا إذا رأوا وكيعًا سكتوا. يعني في الحفظ والإجلال.
وقال يحيى بن معين: ما رأيت أحدًا يحدِّث لله غير وكيع بن الجراح، وهو عندنا ثبت، وهو أحبُّ إلى سفيان من ابن مهدي، وأحبُّ إليَّ من أبي نعيم، وما رأيت رجلًا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بن عبد الله: وكيع كوفي، ثقة، عابد، صالح، من حفَّاظ الحديث، وكان يفتي.
وقال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان جهْبِذًا، وسمعت وكيعًا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلَّا في صحيفة يومًا، فنظرت في طرفٍ منه، ثم أعدته مكانه.
قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبَّادان بنحو من ألف وخمس مئة حديث.
أخبرنا أبو طاهر السِّلَفي، أنا أبو علي أحمد بن محمد البَرداني، أنا عثمان بن محمد بن يوسف فيما أذن لنا، أنا علي بن محمد القزويني، أنا الحسين بن أبي الليث الرازي (١)، سمعت أبا هشام الرفاعي، قال: دخلت مسجد الحرام، فإذا رجل جالس يحدِّث والناس يجتمعون عليه، فاطلعت فإذا عُبَيْد الله بن موسى، فقلت: يا أبا محمد، كثر الزبون، قال: فدخلت الطواف فطفت أسبوعًا، قال: فخرجت فإذا عُبَيْد الله قاعد وإذا رجل
(١) كذا، وفي "التهذيب": "الحسن بن الليث الرازي"، وهو الصواب، فهو "الحسن بن أحمد بن الليث الرازي" ينسب إلى جده، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (٣/ ٢).