إلا أنه في المقابل وجدت عند الحافظ عبد الغني زيادات في هذا الباب، لم يذكرها المزي في كتابه، ولم ينبه عليها في الحواشي ويضمها إلى أوهامه، وكنت أراجع المصادر السابقة فأجد المقدسي نقل ذلك من غيره، كـ"تاريخ البخاري"، أو كتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، فينبغي للباحث أن يتوسع في التأكد من ذلك، فقد يكون ذلك مما فات المزي فيُستدرك عليه، وقد يكون المزي توقف فيه، حيث لم يقف على رواية عن هؤلاء الشيوخ، ولكنه لم يستطع أن يجزم بتوهيم من ذكر ذلك.
١٢ - وبعد أن أضاف المزي كثيرًا من أسماء الشيوخ والتلامذة؛ قام بترتيب ذلك كله على حروف المعجم؛ حتى يسهل على الناظر الوقوف على مراده، وهذا من أجلِّ ما قدمه المزي في كتابه.
١٣ - أما في مادة الجرح والتعديل؛ فلم يقلِّد المزيُّ الحافظَ المقدسيَّ في ذكر ما ذكره، بل ظهر لي -وأنا أعمل في تحقيق الكتاب- أن المزي كان كثيرًا ما يُقابل المادة المنقولة في كتاب المقدسي على الكتب الأصلية، فيُصحح ما وهم المقدسي في نقله، ويُدَقِّق في ذلك.
١٤ - ثم قام المزي بإضافة مادة كبيرة من الجرح والتعديل في الرواة، ففاق "كمال" المقدسي في ذلك، وإن كان ظهر لي أن المقدسي قد تعمد إغفال كثير من ذلك لاختصار كتابه، إلا أن صنيع المزي كان موفقًا إذ إن التعويل في تمييز الصحيح والسقيم إنما يكون على مادة الجرح والتعديل المذكورة في الرواة.