لي خالد بن الحارث فقمتُ، فسلَّمتُ عليه، ثم قلت: ما فعل بكَ رَبُّكَ عز وجل؟ قال: غفر لي، على أن الأمر شديد! ! قلت: أين مُعاذ قد كان رسيلكَ في الحديث؟ قال لي: محبوس. قلت: فما فعل يحيي بن سعيد القَطَّان؟ قال: نراه كما ترون الكوكب الدُّرّي في أفق السَّمَاء.
وقال زهير: رأيت يحيى بن سعيد في المنام عليه قميص مكتوب بين كتفيه: بسم الله الرحمن الرحيم، براءة ليحيى بن سعيد من النار.
أخبرنا محمد بن حمزة، أنا هبة الله بن أحمد، أنا أحمد بن على الحافظ، ثنا الحسن بن علي الجوهري، ثنا محمد بن العباس الخَزَّاز، أنا أبو بكر الصُّولي، ثنا إسحاق بن إبراهيم القزاز، ثنا إسحاق الشَّهِيدىُّ قال: كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند إلى أصل منارة مسجده فيقف بين يديه علي بن المديني، والشاذكوني، وعمرو بن علي، وأحمد ابن حنبل، ويحيى بن معين وغيرهم، يسألونه عن الحديث، وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لواحدٍ منهم: اجلس. ولا يجلسون؛ هيبةً له وإعظامًا.
قال أحمد بن عبد الله: يحيى بن سعيد القطان بصريٌّ ثقة، نقي الحديث، كان لا يحدِّث إلَّا عن ثقة.
وقال أحمد بن حنبل: يحيى القطان إليه المنتهي في التثبت بالبصرة، وهو أثبت من وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبي نعيم، وقد روى عن خمسين شيخًا ممن روى عنهم سفيان. قيل له: قد كان يكتب عند سفيان؟ قال: إنما كان يتتبع ما لم يكن سمعه فيكتبه، ولم يكن في زمانه مثله.