إذا حَدَّث عن من سَمِعَ منه من المعروفين فهو حسن الحديث، وإنما أُتِي من أنّه يُحَدِّث عن المجهولين بأحاديث باطلة.
وقال أبو شهاب الحنَّاط: قال لي شعبة: عليك بمحمد بن إسحاق فإنه حافظ.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: محمد بن إسحاق بن يسار مولي قَيْس بن مَخْرَمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، ويكني محمد أبا عبد الله، وكان جده يسار من سبي عين التَّمْر، وكان محمد ثقة.
وقد روى عنه: الثَّوْريّ، وشعبة، وسُفْيان بن عُيَيْنة، ويزيد بن زُرَيع، ويعلى، ومحمد ابنا عبيد، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، ويزيد ابن هارون، وعبد الله بن نُمَير وغيرهم.
ومن النَّاس من يتكلَّم فيه، وكان خرج من المدينة قديمًا فأتى الكوفة، والجزيرة، والرَّي، وبغداد، فأقام بها حتى مات في سنة إحدى وخمسين ومئة، ودُفِن في مقابر الخَيزَران، وقال محمد بن سعد أيضًا: وكان محمد بن إسحاق أول من جمع مغازي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وخرج من المدينة قديمًا فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد، وكان محمد بن إسحاق مع العباس ابن محمد بالجزيرة، وكان أتى أبا جعفر المنصور بالجيزة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الجزيرة حين كان مع العباس بن محمد، وأتي الرَّى فسمع منه أهل الري، فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة، وأتي بغداد.
قال: فأخبرني ابن محمد بن إسحاق، قال: مات ببغداد سنة خمسين ومئة، ودفن في مقابر الخيزران، وقال غيره من العلماء: توفي محمد بن إسحاق ببغداد سنة إحدى وخمسين ومئة، وكان كثير الحديث، وكان