للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمعت أحمد ويحيى يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المَخْرَمي، فقدَّم أحمدُ المَخْرَمِيَّ على ابن أبي ذِئْب، فقال له يحيى: المَخْرَمِيُّ شيخٌ، وأيش عنده من الحديث؟ ! وأَطْرَى ابن أبي ذئب وقَدَّمَهُ على المَخْرَمِي تقديمًا كثيرًا متفاوتًا، فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن أبي ذئب أحب إلي، وهو صاحب حديث، وأيش عند المَخْرَمِي من الحديث؟ وسألتُ عليًّا عن سماعه من الزُّهْريّ قال: هو عَرْض. قلت: وإن كانت عرضًا (١) قال: هي متفاوتة (٢).

وقال يحيى بن معين: ابن أبي ذئب ثقة، وكل من روى عنه ثقة، إلا أبا جابر البياضي، وكُلُّ من روى عنه مالك ثقة إلا عبد الكريم أبا أمية البَصْرِيّ، وليس يغلط مالك إلا في رجل من رجاله؛ يقول: عبد العزيز ابن قرير. وإنما هو: عبد الملك بن قريب وهو الأصمعي.

قال ابن أبي مريم: فذكرت ليحيى بن بكير، فقال: إن يحيى بن معين غلط، كان ابن أخيه عندنا بمصر وكان لي أخ وصديق وهو كما قال مالك: عبد العزيز بن قرير.

وقال الشافعي: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب.

قال العباس بن المغيرة: وُلد سنة الجُحاف سنة ثمانين.

قال الواقدي: إن السيل أجحف بالجُحَاف ببطن مكة، فكان يمر بالإبل عليها الحمولة، والرجال والنساء، يمر بهم ما لأحد حيلة فيهم، وبلغ السيل الركن، فلذلك سمي سنة الجحاف.


(١) [زاد في "التهذيب": "كيف هي؟ "].
(٢) كذا في النسخ، مُجوّدة، وفي "التهذيب": متقاربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>