للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العابس، والبحر اليابس، فسرنا في يومين وليلتين إلى واقصة [١] ، وفي مثل ذلك إلى زبالة [٢] ، وفي مثله إلى الثّعلبية [٣] وفي مثله إلى فيد [٤] ، وكان بها متعرض الأصيفر وجنوده، وتعريس [٥] يومين للخروج إليه من شروطه وعقوده، ومنها إلى سميراء [٦] ، وبها ماء شريب [٧] ، لا يقدم عليه إلا المضطر، فسألت امرأة عن الخبز، فقالت: ما سمعت باسمه لا عرفته ولا ذقته، قلت: فيم تعيشون؟ قالت: بما تجمعه النمل في قراها [٨] ، وتحتكره لشتوتها، نتبعه ونستخرجه، ونسد به الجوعة، ومنها إلى معدن النفرة، وسالت الأودية بالعرب من هنا وهنا، وموقرة رواحلها بسطائح [٩] الماء، وبلغت القربة ثمانين درهما، ومنها إلى ذات عرق [١٠] ، ...


[١] واقصة: منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة، وقبل العقبة لبني شهاب من طيء، ويقال لها واقصة الحزون، وهي دون زبالة بمرحلتين، وإنما قيل لها واقصة الحزون لأن الحزون أحاطت بها من كل جانب. (ياقوت: واقصة) .
[٢] زبالة: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية، ويوم زبالة من أيام العرب. (ياقوت: زبالة)
[٣] الثعلبية: من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق، وقبل الخزيمية، وهي ثلثا الطريق، وأسفل منها ماء يقال له الضويجعة، على ميل منها مشرف. (ياقوت:
الثعلبية)
[٤] فيد: منزل بطريق مكة، في نصف طريق مكة من اللكوفة، وهي بليدة عامرة يودع الحاج فيها أزوادهم، وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها، فاذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك. (ياقوت: فيد)
[٥] التعريس: النزول آخر الليل للراحة.
[٦] سميراء: منزل بطريق مكة بعد توز، مصعدا وقبل الحاجز، حوله جبال وآكام سود، وبذلك سمي سميراء.
(ياقوت: سميراء)
[٧] شريب: أي شروب، يشرب على كره لقلة عذوبته.
[٨] قرى النحل: مأواها وبيوتها.
[٩] سطائح: جمع السطيحة، المزادة تكون من جلد لا غير، أي قرب الماء.
[١٠] ذات عرق: مهلّ أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة، وقيل: عرق جبل بطريق مكة، ومنه ذات عرق، قال الأصمعي: ما ارتفع من بطن الرمّة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، وعرق: هو الجبل المشرف على ذات عرق. ياقوت: عرق)

<<  <   >  >>