وقيل: لم تقاتل الملائكه ... إذ ريشة منهم لقوم مهلكه
لكنّهم لعدد ومدد ... وطبلهم هناك طول الأبد
من الملائكة، أما فيها.. فقاتلت، وبهذا صرح العماد بن كثير في «تفسيره» فقال: (المعروف من قتال الملائكة: أنّه إنّما كان يوم بدر- ثم روى بإسناده إلى ابن عباس- قال: لم تقاتل الملائكة إلّا يوم بدر) .
(وقيل لم تقاتل الملائكه) لا في بدر ولا في غيرها، وإنّما كانوا يكثّرون السّواد، ويثبّتون المؤمنين، وإلّا.. فملك واحد يكفي في إهلاك الدنيا، كما قال الناظم:(إذ ريشة منهم لقوم مهلكه) مبيدة.
(لكنهم) إنّما حضروا بدرا (لعدد) أي: لتكثير عدد (ومدد) في أعين المشركين، لا يضربون.
قال في «شرح المواهب» عقب ذكر هذا القيل، وما معه من الدليل:(وهذه شبهة يدفعها ما يأتي عن السبكي، قلت:
وحاصل دفعها عنه: أنّ قتال الملائكة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم على سبيل الاشتراك في بعض الفعل، مع أنّ جبرائيل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه؛ لإرادة أن يكون الفعل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه، وتكون الملائكة مددا على عادة مدد الجيوش، رعاية لصورة الأسباب، وسنتها التي أجراها الله تعالى في عباده، والله فاعل الجميع) .