بأنّه كان يرى أنّ أباه ... يحجزه عن ميتة السّوء حجاه
وإذ معاذ بن عمرو بن الجموح ... أطنّ ساق ابن هشام الطّموح
فطرح ابنه الهزبر عكرمه ... عاتقه وجرّه في الملحمه
ألصق خير مرسل فالتصقا ... عاتقه لمّا عليه بصقا
فرعون الامّة النّبيّ عرّفا ... بجحشه ركبته إذا اختفى
بين الهوالك وكلّم النّبي ... جثثهم موبّخا للخشب
وعاين النّاس المصارع الّتي ... أخبرهم بها مقيم الملّة
فحقّق الله له ما وعدا ... وأوهن الكفر وأيّد الهدى
لهم من الله كتاب سابق ... لذاك ما شهدها منافق
يوم له ما بعده في الكفر ... وقد أتى منوّها في الذّكر
بأنّه العذاب واللّزام ... وأنّه البطش والانتقام
وأنّه الفرقان بين الكفر ... والحقّ والنّصر سجيس الدّهر
في الأجر والمغنم قسّم النّبي ... لنفر عن الزّحاف غيّب
لطلحة ولسعيد أرسلا ... للرّكب ينظران أين نزلا
ولابن عفّان ولابن الصّمّة ... وابن جبير كسرا عن همّة
وابن عديّ عاصم العجلاني ... خلّفه خير بني عدنان
على العوالي وعلى المدينه ... أبا لبابة الرّبيط الزّينه
ثامنهم ردّ من الرّوحاء ... وهو ابن حاطب إلى قباء
وابن عمير مصعب مرّ على ... شقيقه مستأسرا للفضلا
فحضّهم أن شدّدوا إنّ له ... أمّا مليّة تفكّ كبله