وفسّروا بذلك الفتح المبين ... وفيه إبقاء على المستضعفين
وبعثوا جمل عمرو بن هشام ... هديا وإنكاء إلى البيت الحرام
ونحروا وحلقوا وحملت ... شعورهم للبيت ريح قد غلت
وأغلظوا في الصّلح حتّى أبرما ... ومنه ردّ من أتاه مسلما
وهم عليهم بعد ردّهم وبال ... إذ أخذوا الطّرق على صهب السّبال
وانتدبوا لقوله في النّدب ... سيّدهم هذا محشّ حرب
واستعطفوا خير الورى بالرّحم ... في صرفهم إليه عن أرضهم
و (سورة الفتح) لدى القفول ... أنزلها الله على الرّسول
ثمّ لخيبر ورشّح النّبي ... حيدرة وبالعقاب قد حبي
وفاز بالفتح وكان ترّسا ... بباب حصن لا يزاح إذ رسا
وغلّ قاتل سليل مسلمه ... لصنوه محمّد وأسلمه
وغال مرحبا وقدّ حجرا ... من يابس الصّخر به تمغفرا
وعامر بن الأكوع استنشده ... خير الورى وقال إذ أنشده
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا
وإذ ترحّم للانشاد عليه ... هلك من رجوع سيفه إليه
واستشعر الفاروق أن يستشهدا ... وأخبر الهادي به باد بدا
وقتلت تسعون من يهودا ... واستشهدت (يه) ولا مزيدا
ومرّ راجعا إلى وادي القرى ... فشاطرت يهوده خير الورى
وأهلكوا غلامه ذا الشّمله ... أغلّها فهي عليه شعله
ثمّ إلى الرّوم النّبيّ استنفرا ... بمؤتة جيشا عليه أمّرا