زيد بن حارثة ثمّ جعفرا ... فابن رواحة ولأيا انبرا
ورفعت للهاشميّ المعركه ... فعاين الّذي أتوا وأدركه
ثمّ إلى الفتح الخزاعيّ ذمر ... عشرة آلاف فعزّ وانتصر
وهو الّذي تهلّلت لنصره ... سحابة ومن بليغ شعره
يا ربّ إنّي ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
لدعوة النّبيّ أخّر الخبر ... عن مكّة فلم يورّ بل جهر
وخاب صخر إذ أتى يرأب ما ... أثآه غدر قومه فانفصما
وحاطب إبن أبي بلتعة ... أرسل إذ زحوفه شرعت
إلى قريش رقعة مع مره ... فأودعتها قرنها تلك المره
فأخبر الهادي بها فأرسلا ... من جاءه كرها بها وامتثلا
وللنّبيّ عرض ابن عمّته ... ونجل عمّه عزيز فئته
وعنهما أعرض جرّا مأثمه ... فاستشفعا له بأمّ سلمه
وأقبلت جنود صفوة الأمم ... أمامه حتّى انتهوا إلى الحرم
وضربت له هناك قبّه ... أرضى بها الله وأرضى حزبه
فاحترم الحرم إذ هو الحرم ... محرّم مؤمّن ممّن هجم
وحين حلّ بإزاء الحرم ... أمر أن يوقد كلّ مسلم
نارا فأبصر أبو سفيانا ... وكان يرتقبه النّيرانا
فارتاع فانسلّ إذن عمّ النّبي ... فالتقيا فجا به عن كثب
وزعم ابن قيس ان سيحفدا ... رجالهم خلّته وأنشدا
إن يغلبوا اليوم فما لي علّه ... هذا سلاح كامل وألّه