وشهد المأزق فيه حطما ... رمز (يب) من قومه فانهزما
وجاء فاستغلق بابه البتول ... فاستفهمته أين ما كنت تقول
فقال والفزع زعفر دمه: ... إنّك لو شهدت يوم الخندمه
إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمه ... واستقبلتنا بالسّيوف المسلمه
وفاز من لاذ به واسترحمه ... يومئذ إذ هو يوم المرحمه
كابن أبي سرح وزير الخلفا ... وناخس البكر ببنت المصطفى
وهلكت لنخسه وألقت ... ذا بطنها والبرح منه لاقت
بحرقه أمر ثمّ رجعا ... لقتله والنّار عنه دفعا
وبعد ما أشفى على الإحراق ... تداركته رحمة الخلّاق
فحقن الله بالاسلام دمه ... سبحانه من راحم ما أرحمه
أحنى وأرأف من الأمّ بنا ... وهكذا رسوله كان لنا
يدخلنا الجنّة إلّا من شرد ... عنه وعن توحيده أبى وصد
يقرب بالذّراع أو بالباع ... للمدّني بشبر أو ذراع
ومن أتى يمشي أتاه هروله ... فضاعف الأجر له وأجزله
يضاعف الأجر لسبع مئة ... ففوق يؤجر بحسن النّيّة
من لطفه أنّ صحائف الذّنوب ... وهي عظيمة تروّع القلوب
لا تزن التّهليل في بطاقه ... كأنّها الظّفر في الدّقاقه
بسبّه من سبّه آنسه ... نبيّنا أن عيّروه نخسه
صلّى عليه الله ما أحلمه ... عن سيّىء الحوب وما أكرمه
وكأبي سفيان وابن عمّته ... وكابن عمّه وأهل بكّته