(حمدا) بالنصب: معمول لفعل محذوف؛ أي: أحمد الله حمدا، فالجملة فعليّة، اختارها لدلالتها على التجدّد والحدوث، ومعنى الحمد معروف، والمحمود هو الله تعالى، ويتعدى الحمد باللّام، كما قال:(لمن) أي: لله الذي (أرسل خير مرسل) على الإطلاق بإجماع من يعتد به، وهو سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وقال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ. فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ.
ويتعلق بأرسل قوله:(لخير أمة) قيل: هي أمّته صلى الله عليه وسلم، وقيل: الصحابة خصوصا، وعليهما اختلف العلماء في قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ الآية، ويتعلق بمرسل قوله:(بخير الملل) بكسر الميم وفتح اللام، جمع ملة، وهي الحنيفية السّمحة، ملّة إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام.