وعلم من كونه صلى الله عليه وسلم خير مرسل: أنّه خير الخلق على الإطلاق، وهذا ممّا لا يمتري فيه إلّا معاند أو كفور؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم:«أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبيّ يومئذ آدم فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أوّل شافع، وأوّل مشفّع ولا فخر» رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه.
وما ذكره الزمخشري في «كشّافه» فلتة اعتزالية؛ فقد انعقد الإجماع على خلافه، بل تفضيل الملائكة على الأنبياء عند المعتزلة فيما سواه صلى الله عليه وسلم، فهم مع أهل السنّة في تفضيله مطلقا.
قال في «إضاءة الدّجنّة» :
وما نحا «الكشاف» في التكوير ... خلاف إجماع ذوي التنوير
وحسبنا في فضله صلى الله عليه وسلم على كل مخلوق حديث الشفاعة العظمى في ذلك الموقف الهائل العظيم.
والأنبيا تقول نفسي نفسي ... سواه فالفضل له كالشّمس
اللهمّ؛ شفّعه فينا، واجعله مقبلا علينا، راضيا عنّا يا كريم.
واعلم: أنّ عموم أدلة رسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة في القرآن والسنّة، قال تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً