وجواب آخر، وهو: أنهم يضمرون إحرام الحج في أشهر معلومات، ونحن نضمر أفعال الحج تقع في أشهر معلومات، وهو الطواف، والسعي، والوقوف، ولم نرد به أن جميع الحج يقع فيها، وهذا كما قال عليه السلام:«الحج عرفة»، ولم يرد به أن جميع الحج يقع في يوم عرفة؛ لجواز الطواف والسعي عليه، ووجوب تأخير طواف الزيارة عنه، وإنما أراد أن معظم أركان الحج والمقصود منه يقع فيه.
وقيل في معنى الآية} الْحَجُّ أَشْهُرٌ {] البقرة: ١٩٧ [: ومعناه: أن الحج المقصود المأمور به هو ما وقع ف أشهر، كما تقول:(القتال قتال العرب) ولا ينفي ذلك] وجود القتال من غيرهم [.
وقيل: إن الله- تعالى- ذكر التمتع بقوله:} فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ {] البقرة: ١٩٦ [الآية، ثم قال بعد ذلك:} الْحَجُّ أَشْهُرٌ {يعني: الحج الذي يكون به متمتعا، وعندنا: أن الحج الذي يكون به متمتعًا ما وقع في الأشهر.
فإن قيل: أفعال الحج لا تقع في شهور، وإنما تقع في يوم.
قيل له: الطواف، والسعي من أفعاله، وتقع في جميع شهور