للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكل ٣ - ٥: باب مسجد قطب وعمود الملك دهاوا المصنوع من الحديد «بالقرب من دهلي» (من تصوير فريث الفوتوغرافي).

من الدنانير، فضلاً عن أنه لن يقام مثل هذه المدينة في أقل من قرنين، ووجد جنودي في معابد المشركين خمسة أصنام من الذهب ذوات عيون من ياقوت أحمر تساوي قيمته خمسين ألف دينار، ووجدوا فيها صنماً آخر من الذهب مزخرفاً بما زنته أربعمائة مثقال من الياقوت الأزرق، وذا نصمة بلغ وزنها عند الصهر ثمانية وتسعين مثقالاً من الذهب الخالص، ووجدوا فيها، فضلاً عن ذلك، نحو مائة صنم من الفضة يعدل وزنها حمل مائة بعير.

وقام ملوك جدد مقام أصحاب غزنة، ثم جاء المغول فحلو محلهم، وهنا نرى تنبيه القارئ إلى أن الذين تم لهم السلطان على الهند لم يكونوا عرباً بدمائهم، وإنما كانوا من دعاة دين العرب وحضارتهم.

ويصل الباحث، حين يدرس تأثير العرب في الأمم التي اختلطوا بها، إلى إحدى النتيجتين الآتيتين، وهما: إما أن تكون حضارة العرب قد حلت محل حضارة الأمة المقهورة كما حدث في مصر، وإما أن تكون قد امتزجت بحضارة الأمة المغلوبة كما حدث في بلاد فارس والهند، وفي بلاد الهند بلغ امتزاج حضارة العرب بحضارة الهند مبلغاً

<<  <   >  >>