بدت علائمه حتى على المذاهب الدينية، ثم حدث أن أتى بعدئذ عنصر الحضارة الفارسية، فاشترك هذا العنصر أيضاً في ذلك الامتزاج.
ويدل درس المباني في بلاد الهند على درجة تأثير العرب فيها في مختلف الأدوار، وعلى درجة تمازج تلك العناصر الثلاثة، وكان تأثير العرب سائداً لمباني الدور الأول، كباب علاء الدين الذي يكاد يكون أثر الفن الفارسي فيه غير موجود، والذي لا يبدو أثر الفن الهندي في غير تفرعاته؛ لعدم ملاءمة معابد الهند القديمة لمناحي الحضارة الجديدة، فاقتصر أتباع النبي على الانتفاع ببعض أجزاء هذه المعابد.
وظل تأثير الفن العربي في تلك المباني واضحاً بضعة قرون أخرى وإن توارى العرب عن مسرح العالم بالتدريج، ثم أخذ المجال يتسع للفن الفارسي فتم له النفوذ على حساب الفن العربي والفن الهندوسي اللذين أخذ نطاقهما يضيق.
شكل ٣ - ٦: منارة قطب بالقرب من دهلي (من صورة فوتوغرافية).