ولم تتقدم طرق الزراعة والاستغلال في مصر ما كانت عليه في زمن الفراعنة، ولا نرى من الفوائد ما يحفها إلى تغييرها ما دام النيل والشمس يغنيان فيها عن الأسمدة والحرث.
شكل ٤ - ٥: منظر القلعة ومسجد محمد علي في القاهرة (من صورة فوتوغرافية).
وتنظيم شؤون إلي مقداراً فمقداراً بزيادة القنوات والترع هو كل ما يمكن إصلاحه وما تقضي المصلحة بإصلاحه، فبهذا يمكن إنقاذ أجزاء مصر التي يصل إليها ماء النيل من الصحراء، وتحويلها إلى حقول خصبة.
ولا بد من أن تكون مصر الغنية قد أثرت تأثيراً حسناً في العرب الفاتحين الذين جاءوا من صحاري بلادهم، فالكتابان الآتيان اللذان تبادلهما عمر بن الخطاب وعامله عمرو بن العاص يثبتان درجة تقديرهما لفتح مصر.
كتب خليفة أبي بكر، عمر بن الخطاب، إلى عامله عمرو بن العاص يقول له:«أطلب منك يا عمرو أن تصف لي مصر وصفاً دقيقاً عند أخذك كتابي هذا؛ لأتمثل ذلك البلد الجميل والسلام عليك.»