شكل ٦ - ٦: مقدم القصر في إشبيلية (من صورة فوتوغرافية).
التفتيش تأمر بإحراق كثير من المعمدين على أنهم من النصارى، ولم تتم عملية التطهير بالنار إلا بالتدريج، لتعذر إحراق الملايين من العرب دفعة واحدة، ونصح كردينال طليطلة التقي، الذي كان رئيساً لمحاكم التفتيش، بقطع رءوس جميع من لم يتنصر من العرب رجالاً ونساء وشيوخاً وولداناً، ولم ير الراهب الدومينيكي، بليدا، الكفاية في ذلك؛ فأشار بضرب رقاب من تنصر من العرب ومن بقي على دينه منهم، وحجته في ذلك أن من المستحيل معرفة صدق إيمان من تنصر من العرب، فمن المستحب، إذن، قتل جميع العرب بحد السيف؛ لكي يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، ويدخل النار من لم يكن صادق النصرانية منهم، ولم تر الحكومة الإسبانية أن تعمل بما أشار به هذا الدومينيكي الذي أيده الإكليروس في رأيه لما قد يبديه الضحايا من مقاومة، وإنما أمرت، في سنة ١٦١٠ م، بإجلاء العرب عن إسبانية، فقتل أكثر مهاجري العرب في الطريق، وأبدى ذلك الراهب البارع، بليدا، ارتياحه لقتل ثلاثة أرباع هؤلاء المهاجرين في أثناء هجرتهم، وهو الذي قتل مائة ألف مهاجر من قافلة واحدة كانت مؤلفة من ١٤٠٠٠٠ مهاجر مسلم حينما كانت متجهة إلى إفريقية.