شكل ٦ - ٥: باب الشمس في طليطلة (من صورة فوتوغرافية).
ولم يبق للعرب في أواخر القرن الثالث عشر سوى مملكة غرناطة، ولما تزوج ملك أرغونة فرديناند الكاثوليكي ملكة قتشالة إيزابلا، وتمت بذلك وحدة تينك الدولتين، حاصر في سنة ١٤٩٢ غرناطة، التي كانت آخر معقل للإسلام في إسبانية، وفتحها، ثم ضم إليه مملكة نبرة، فأصبحت جميع إسبانية، خلا البرتغال، تابعةً لعرش واحد.
ودامت دولة العرب في إسبانية نحو ثمانية قرون، أي ما يقرب من مدة سلطان الروم، وأدى انقسامها إلى زوالها أكثر مما أدت إليه الغارات الأجنبية، فالعرب، وإن كانت عبقريتهم الثقافية من الطراز الأول، لم يبد نبوغهم السياسي غير ضعيف.
وعاهد فرديناند العرب على منحهم حرية الدين واللغة، ولكن سنة ١٤٩٩ م لم تكد تحل حتى حل بالعرب دور الاضطهاد والتعذيب الذي دام قروناً، والذي لم ينته إلا بطرد العرب من إسبانية، وكان تعميد العرب كرهاً فاتحة ذلك الدور، ثم صارت محاكم