شكل ٦ - ٤: رسم جامع قرطبة (كما جاء في كتب العرب القديمة).
وأخذ نجم العرب السياسي في إسبانية يأفل بعد أن مضى على سلطانهم ثلاثة قرون بلغت الحضارة العربية فيها ذروتها، وشرع النصارى الذين دحرهم العرب إلى الشمال يستفيدون مما كان يقع بين المسلمين من الفساد والفتن، وصاروا يغيرون عليهم.
واستغاث عرب إسبانية ببربر مراكش في سنة ١٠٨٥ م، ليحولوا دون توالي انتصارات ملك قشتالة وليون: الأذفونش السادس، ولم يلبث هؤلاء البربر الذين جاءوا إلى إسبانية حلفاء للعرب أن ظهروا لهم بمظهر السيد، وأسفر تنازع العرب والبربر عن انقسام دولة العرب إلى عشرين دويلة، وعن قبض المرابطين والموحدين وغيرهم من البربر على زمام الأمور، وعن تكمش العرب إزاء البربر، وعن تدرج الحضارة العربية إلى الانزواء.
واهتبل النصارى تلك القرص، فوسعوا دائرتهم على حساب المسلمين، وأقاموا دويلات كثيرة كبلنسية وقشتالة ومرسية وغيرها مما انتهى إلى أربع دول، وهي: البرتغال ونبرة وأرغونة وقشتالة.