اختلافا بينا، وأن العناصر الكثيرة التي أدى تمازجها إلى ظهور ذلك العرق كانت في أحوال تؤدي إلى تكوينه تكويناً مطابقاً لما ذكرناه في فصل سابق عن فعل البيئة والتوالد.
ولا أبحث هنا في تاريخ ملوك العرب أو البربر الذين ملكوا إسبانية ثمانمائة سنة، وإنما أوجز أهم الحوادث السياسية التي وقعت في تلك المدة الطويلة إيجازاً يكفي لفهم هذا الفصل: كانت إسبانية، التي تم فتحها في سنة ٧١١ م، تابعة الخلفاء دمشق حتى سنة ٧٥٦ م، وكان ينوب عن هؤلاء الخلفاء أمراء في شؤون حكمها، فلما كانت سنة ٧٥٦ م انفصلت إسبانية عن خلافة المشرق، وقامت فيها دولة مستقلة عرفت في التاريخ بخلافة قرطبة التي أصبحت عاصمة لها.