في سنة ٨٥٢ م، وتعد كنائس النصارى الكثيرة التي توها أيام الحكم العربي من الأدلة على احترام العرب المعتقدات الأمم التي خضعت لسلطانهم.
شكل ٦ - ١٠: بهو ملوك المغاربة في القصر بإشبيلية (من صورة فوتوغرافية).
وأسلم كثير من النصارى، ولكنهم لم يسلموا طمعاً في كبير شيء، وهم الذين استعربوا فغدوا هم واليهود مساوين للمسلمين قادرين مثلهم على تقلد مناصب الدولة، وكانت إسبانية العربية بلد أوربة الوحيد الذي تمتع اليهود فيه بحماية الدولة ورعايتها، فصار عددهم فيه كثيراً جداً.
وكان عرب إسبانية يتصفون بالفروسية المثالية خلا تسامحهم العظم، وكانوا يرحمون الضعفاء، ويرفقون بالمغلوبين، ويقفون عند شروطهم ... وما إلى هذا من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوربة منهم مؤخراً، فتؤثر في نفوس الناس تأثيراً لا تؤثره الديانة.