للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكل ٧ - ٥: إبريق عربي مصنوع من البلور في القرن العاشر من الميلاد (متحف اللوفر، صورة أخذت من جريدة الفنون الجميلة).

واستطاع عبد الرحمن الغافقي أن يسير، إذن، منتصراً غير هياب إلى الأمام، وأن يخرب الحقول الخصبة الواقعة بين مدينة بوردو ومدينة تور، وأن يأخذ غنائم كثيرة من المدن، ونحن إذا علمنا أنه لم يكن من عادة العرب أن ينهبوا البلدان التي يرغبون في استيطانها، كما ذكرنا ذلك غير مرة، رأينا أن سلوك عبد الرحمن الغافقي يدل على أنه بدخوله فرنسة، لم يفكر في غير الغنائم، ويتجلى لنا ذلك عندما نعلم أن العرب، حينما وصلوا إلى مدينة تور، كانوا مثقلين بالغنائم وأنهم لم يستطيعوا التقدم إلا بمشقة، وأن عبد الرحمن الغافقي لا علم زحف شارل مارتل الذي جمع جيشاً من الممالك المتحدة تحت لواء كلوفيس فيما سلف، فكر في الارتداد فنزل إلى بواتية واضطر إلى منازلة شارل مارتل الذي كان يتعقبه.

وكان جيش شارل مارتل مؤلفاً من البوغورن والألمان والغول، وكان جيش عبد الرحمن الغافقي مؤلفاً من العرب والبربر، وظلت المعركة غير حاسمة بعض اليوم، فلما كان المساء انفصلت فرقة من جيش الفرنج لتغير على معسكر المسلمين، فترك المسلمون

<<  <   >  >>