ميدان القتال ليحافظوا على غنائمهم، فأسفرت هذه الحركة الخرقاء إلى خسرانهم، فاضطروا إلى القتال متقهقرين إلى الجنوب، وقد تتبعهم شارل مارتل من بعيد، وحاصر أربونة غير موفق، وأخذ ينهب البلاد المجاورة على حسب عادات ذلك الزمن، وحالف أمراء النصارى العرب؛ ليتخلصوا منه، وحملوه على القتال مرتداً.
ولم يلبث المسلمون، بعد أن أفاقوا من تلك الضربة التي أصابهم بها شارل مارتل، أن أخذوا يستردون مراكزهم السابقة، وقد أقاموا بفرنسة قرنين بعد ذلك، وقد تم حاكم مرسيلية مقاطعة البروفنس إليهم في سنة ٧٣٧ م، واستولوا على الآرل، ودخلوا مقاطعة سان ترويز في سنة ٨٨٩ م، ودامت إقامتهم بمقاطعة البروفنس إلى نهاية القرن العاشر من الميلاد، وأوغلوا في مقاطعة الفالة وسويسرة سنة ٩٣٥ م، وروى بعض المؤرخين أنهم بلغوا مدينة ميس.
شكل ٧ - ٦: أسلحة عربية صنعت في مختلف الأزمنة (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
وتثبت إقامة العرب بفرنسة مدة تزيد على قرنين بعد شارل مارتل أن النصر الذي أحرزه في بواتية لم يكن مهماً كما زعم المؤرخون، ولم يقم إجماع هؤلاء المؤرخين الذين قضوا علينا أن شارل مارتل أنقذ أوربة والنصرانية من العرب على أساس متين كما يبدو لنا، فلم تكن غزوة عبد الرحمن الغافقي سوى حملةٍ قام بها؛ ليمون جنوده، ويمكنهم