شكل ٢ - ١٤: سقَّاءان في القاهرة (من صورة فوتوغرافية).
تُضِيفُ إلى المذابح مذابحَ أخرى، أجل، لقد قَضَتْ تلك الحملات على بعض مراكز أولئك التجار، ولكن هذه المراكز لم تلبث أن أعيد تأسيسها بعد انصراف تلك الحملات، ولم يَنْجُم عن النفقات العظيمة والدماء المسفوكة فيها كبير طائل، ولم تُؤَدِّ إلى تقييد النِّخاسة.»
ولا ريب في أن الأوربيين الذين يتدخَّلون في أمور الشرق لمنع النِّخاسة قسراً من محبي الإنسانية الصالحين، ومن ذوي النِّيَّات الطيبة الخالصة، ولكن الشرقيين لا يعتقدون صدقهم، وحُجة الشرقيين في ذلك هو أن أولئك المحبين للإنسانية الصالحين والراحمين للزنوج هم الذين أَكرهوا الصينيين بقوة المدافع على أن يُدخِلوا إلى بلادهم ذلك الأفيون الذي أهلك من الناس في سنة واحدة ما لم تُهلكه تجارة العبيد في عشر سنين.