للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحكام في حقوق النساء في الميراث، ومن هذا أنك لا ترى عند قبائل اليمن سوى فقه قائم على العادات متغيِّر بتغير هذه القبائل مختلفٍ عن تعاليم النبيِّ غالباً. قال الرحالة مسيو هاليفي الذي ساح في اليمن حديثاً: «إن لكل قبيلة اشتراعاً خاصاً.»

شكل ٣ - ٣: إناء عربي قديم مصنوع من النحاس.

والعقوباتُ تستند إلى القرآن وتفاسير القرآن أيضاً، أي تقوم على مبدأ القِصاص كما قامت عليه شريعة موسى، ومبدأ القصاص هذا هو المبدأ الممكن في جميع الشرائع الفطرية كما قلنا، ومما بيَّنَّاه في كتابنا السابق أن حق المجازاة كان في البُداءة خاصاً بالمعتدَى عليه، وأن الجزاء كان يُفرَض على المذنب أو على أسُرته ما كانت الأسرة وَحْدَةً في جميع المجتمعات القديمة، وأن الثأر إذا لم يُدرَك من الوالد أدُرِك من ابنه أو حفيده ما نَصَّت التوراة على أن الرب ينتقم من الأبناء حتى الجيلِ الثالث والجيل الرابع لذنبٍ اقترفه الأب.

ومن فوائد القصاص أنه يُقلِّل حوادث القتل كثيراً، ومن محاذيره أنه يؤدي إلى استمرار أعمال الثأر زمناً طويلاً غالباً، ولذا رُئي أن تقوم الدِّية التي تُدفع إلى أهل المقتول مقامه أحياناً، ولذا دام هذا النظام إلى أن جاء الوقت الذي صار المجتمع يقوم فيه بمعاقبة المذنب بدلاً من أن يقوم بها المعتدَى عليه أو أسرتُه، ولكن هذا الطور الجزائيَّ

<<  <   >  >>