وهنا نستطيع أن نكرر، إذن، قولَنا: إن الإسلام، الذي رفع المرأة كثيراً، بعيد من خفضها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سَبَقَنا إلى مثله كوسان دوبرسفال ثم مسيو بَارْتِلْمِي سَنْت هِيلِر.
شكل ٤ - ٤: امرأة بربرية من جوار بسكرة (من صورة فوتوغرافية).
ولم يقتصر فضل الإسلام على رفع شأن المرأة، بل نُضيف إلى هذا أنه أول دين فعل ذلك، ويَسْهُل إثبات هذا ببياننا أن جميع الأديان والأمم التي جاءت قبل العرب أساءت إلى المرأة، وهذا ما أوضحناه في كتابنا الأخير، فلا نرى غير تكرار ما ذكرناه فيه لإقناع القارئ: كان الأغارقة، على العموم، يَعُدُّون النساء من المخلوقات المنحطة التي لا تنفع لغير دوام النسل وتدبير المنزل، فإذا وَضَعَت المرأة ولدًا دميمًا قَضَوا عليها، ومن ذلك قول مسيو ترُوبْلُونْغ: كانت المرأة السيئة الحظ التي لا تضع في إسبارطة ولداً قوياً صالحاً للجندية تُقتَل، وقال: كانت المرأة الولود تُؤخذ من زوجها بطريق العارية؛ لتَلِد للوطن أولاداً من رجل آخر.