وتربية الأسرة، ولا يرى الشرقيون أن المرأةَ التي تزاول أعمالاً أخرى تستطيع أن تقوم بدَوْرِها هذا على الوجه اللائق.
وتترك الأممُ بعضَ الأثر في نفس من يزورها، ولذا أشارك الشرقيين في رأيهم ذلك مشاركةً تامة، وأقول، مع ذلك: إن كلَّ شيء في دوائر الحريم لا يسير كما يُرام، وإن دوائر الحريم في المدن التركية الكبيرة على الأقل، ولا سيما في الآستانة، تُورِث فساداً كبيراً، وإن أخلاق الحريم في الآستانة هيِّنَةٌ في الوقت الحاضر كالتي تشاهد في عواصمنا الغربية الكبرى، وإن نفوذ الأوربيين وزيادة الترف والفقر الشائع، بعد الحرب الأخيرة على الخصوص، أمورٌ أدت إلى انحلال الأخلاق، وإنك تَجِد في الآستانة نساءً كثيراتٍ، ومنهن من يَنْتَسِبن إلى بعض الأعيان، لا يَصعُب نيل الحُظوة لديهن بدراهم تُدفع إلى حَرَس الحريم من غير ضرورةٍ إلى كبيرِ عناءٍ في الغالب.
شكل ٤ - ٩: داخل قصر أسعد باشا (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
وروت زوجة محمد باشا القبرسيِّ الذي كان رئيساً للوزارة العثمانية في كتابها «الإنكليزي» الحديث الذي اسمه «ثلاثون سنة في الحريم»، وذلك بعد أن قَضَت حياتها