في دوائر حريم أكابر الأعيان: أنه كان من عادة نساء السلطان عبد المجيد أن ينَادِين السَّابلة من نوافذ قصرهنَّ، وأن من يلبِّي الدعوة من أولئك السابلة يُخْنَقُ في الغد كتماً للسر، وأن خبر ما وقع من الفِسق لا يشيع على العموم، وأنه كان من حَذَر نازلي هانم بنتِ عزيز مصر، محمد علي، أن تقتل جميع عشاقها من المارين، وأنها كانت مع ذلك شديدةَ الغَيرة كما يدل عليه ما يأتي:«حدث أن قال المرحومُ زوجُها، ذاتَ مرةٍ، للجارية التي أحضرَت إليه ماء: «كفى يا حَمَلي! »، فلما وصل خبر هذه الكلمة إلى تلك الأميرة اضطربت، وأمرت بخنق تلك الجارية التَّعسة، وحَشْوِ رأسها بالأرُزِّ وطهوه ووضعه في طبق وتقديمه إليه، فلما عُرض عليه قالت له:«كل قطعةً من حَمَلك إذن»، فرمى هنالك مِنْشَفَتَه وتوارى، ولم يَبْدُ مَلياً كارهاً لها بعد ذلك.»
شكل ٤ - ١٠: كفة ميزان نحاسية مكفتة بالفضة مصنوعة في دمشق (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
نقلتُ ما تقدم ليطلع القارئ على ما يقال في مدح مبدأ تعدد الزوجات، وعلى ما قد يقال في ذَمة، وإنما أرى أن مساوئه تتجلى، على الخصوص، في دوائر حريم أعيان الترك حيث تُحَاك الدسائس التي هي سياسية أكثر منها غراميةً، لا في دوائر حريم الطبقات الوسطى، وأرى أن مَثَل من يحاول تقدير نظام الحريم بتلك الروايات كمثل من يُقدِّر مبدأ الاقتصار على زوجة واحدة بالفضائح التي تَضِجُّ محاكمنا منها في كل يوم، أو