شكل ٥ - ١٠: مسرجة مسجد قديمة مصنوعة من البرونز (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
ومن يَطُفْ قليلاً في العالم، ويدرُس أحوال الناس في غير الكتب يَرَ الدين أمراً مستقلاً عن الأخلاق استقلالاً تاماً، ولو كان بين الدين والأخلاق سبب؛ لكان أكثر الأمم تديناً أكثرها أخلاقاً مع أن العكس هو الواقع. وعندي أن إسبانية وروسية أكثرُ بلاد أوربة عملاً بالشعائر الدينية، وعندي أن مستوى الأخلاق فيهما دونَه في البلاد الأخرى كما ذهب إليه مَن دَرَس أمرهما بعناية.
وليس في ديانة الأمة، إذن، ما يجب أن يُبحث عن علل أخلاقها ما كان لجميع الأديان، كما قلتُ، أصولٌ أخلاقية طيبة لو عُمِل بها لدخل العالم في دور ذهبي، وما اختلفت طريقة العمل بتلك المبادئ باختلاف البيئات والأزمنة والعروق والأحوال، وما تباينت الأمم ذات الديانة الواحدة في مقاييسها الأخلاقية.
ويُطبَّق ما تقدم على جميع الأديان، ومنها الإسلام، فمبادئ الأخلاق التي نص عليها القرآن، وإن كانت كاملةً، اختلف تأثيرُها باختلاف الشعوب والبيئات والأجيال.