شكل ١ - ١: باب مسجد ومدرسة في دمشق (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
ويُعزَى إلى بيكن، على العموم، أنه أول من أقام التجربة والترصد، اللذين هما ركن المناهج العلمية الحديثة، مقامَ الأستاذ، ولكنه يجب أن يُعتَرَف اليوم بأن ذلك كله من عمل العرب وحدهم، وقد أبدى هذا الرأي جميعُ العلماء الذين درسوا مؤلفات العرب، ولا سيما هَنْبُولد، فبعد أن ذكر هذا العالم الشهير أن ما قام على التجربة والترصد هو أرفعُ درجةٍ في العلوم قال:«إن العرب ارتَقَوا في علومهم إلى هذه الدرجة التي كان يجهلها القدماء تقريبا».
وقال مسيو سيديُّو: «إن أهم ما اتصفت به مدرسة بغداد في البُداءة هو روحُها العلمية الصحيحة التي كانت سائدةً لأعمالها، وكان استخراجُ المجهول من المعلوم، والتدقيق في الحوادث تدقيقاً مؤدياً إلى استنباط العلل من المعلولات، وعدمُ التسليم بما لا