وكتاب سليمان، الذي نُقل إلى اللغة الفرنسية في أوائل القرن الأخير، هو أول مؤلَّفٍ نُشر في بلاد الغرب عن بلاد الصين.
شكل ٤ - ١: خريطة عربية وضعت في أواسط القرن الثاني عشر من الميلاد (رسمها بريس الأفيني في القاهرة).
وإذا كان سليمان باحثاً عادياً فغيرُ ذلك شأن المسعودي الشهير الذي وُلد ببغداد في أواخر القرن التاسع من الميلاد، فقد قَضى المسعودي خمساً وعشرين سنة من حياته في الطواف في مملكة الخلفاء الواسعة، وفي الممالك المجاورة لها كبلاد الهند، وقيَّد ما شاهده في تآليفه الكثيرة المهمة التي نَعد كتاب «مروج الذهب» أشهرها، قال المؤرخ العربي العلامةُ ابن خلدون الذي ذكرناه غيرَ مرة والذي ظهر بعد المسعودي بأربعمائة سنة ما يأتي:
فأما ذِكر الأحوال العامة للآفاق والأجيال والأعصار فهو أسُّ للمؤرخ تنبني عليه أكثر مقاصده، وتَتَبين به أخبارُه، وقد كان الناس يفردونه بالتأليف، كما فعله المسعودي في كتاب مروج الذهب، شرح فيه أحوال الأمم والآفاق لعهده في عصر الثلاثين والثلاثمائة (٩٤١ م) غرباً وشرقاً، وذكر نِحَلهم وعوائدهم، ووَصف البلدان والجبال والبحار والممالك والدول، وفرَّق شعوب