واكتشف العرب، أيضاً، مركبات أخرى لا غُنْيَة للكيمياء والصناعة عنها، كزيت الزاج (الحامض الكبريتي) والكحول، وكان الرازي المتوفى سنة ٩٤٠ م أول من وَصفها فقال: إن زيت الزاج يُستخرج بتقطير كبريت الحديد، وإن الكحول تُستخرج بتقطير المواد اللُّبِّيَّة أو السكرية المختمرة.
شكل ٥ - ٢: قذائف محرقة استعملها العرب في القرن الثالث عشر من الميلاد (ترى في هذه الصورة فارساً حاملاً رمحاً نارياً، ولابساً كخادميه قميصاً صفيقاً من صوف ذي دسر معداً ليبلل بنفط يُشعل فيما بعد، وذلك لإلقاء الرعب في الأعداء) من مخطوط عربي قديم محفوظ في بطرسبرغ.
ودرس أكثر علماء العرب الذين ألَّفوا في مختلف العلوم مسائلَ الكيمياء، وضاع أهم كتب الكيمياء العربية، خلا مؤلفات جابر والرازي، فنأسف على ذلك بعد أن تجلَّت لنا قيمة ما هو بين أيدينا منها.
ويظهر لنا مدى اكتشافات العرب الكيماوية من كَثْرَة ما كان مجهولًا قبلهم من المركبات التي ذكروها في مؤلفاتهم الطبية، وابتدع العربُ فنَّ الصيدلة، ويبدو لنا مقدارُ معارفهم في الكيمياء الصناعية من حِذقهم لفنِّ الصباغة، واستخراج المعادن، وصنع الفولاذ، ودِباغة الجلود ... إلخ.