وتُرجِمَت أكثر كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية، وطُبعت عدَّةَ مرات، ولا سيما في البندقية سنة ١٥٠٩ م، وفي باريس سنة ١٥٢٨ م، وسنة ١٧٤٨ م، وأعُيد طبع ترجمة كتابه في الجُدَرِي والحصبة سنة ١٧٤٥ م، وظلت جامعات الطب في أوربة تعتمد على كتبه زمناً طويلاً، وكانت كتبه، مع كتب ابن سينا، أساساً للتدريس في جامعة لوفان في القرن السابع عشر من الميلاد، كما ثبت ذلك من برنامج وُضِع سنة ١٦١٧ م، وقد ظهر من هذا البرنامج أن مؤلفات علماء اليونان الطبية لم تَنَل من الحظوة إلا قليلاً، وأنها اقتصرت على بعض جوامع الكلم لبقراط وبعض الخلاصات لجالينوس.
وروى مؤرخو العرب أن الرازي عمي في آخر زمانه بماء نزل على عينيه، فقال حينما قيل له لو قَدَحتْ:«لا، قد أبصرت من الدنيا حتى مللت منها فلا حاجة لي إلىَ عينين! »
ونذكر من أطباء العرب عليَّ بن العباس المعاصر للرازي تقريباً، والذي عاش أواخر القرن العاشر من الميلاد، ونذكر من كتبه كتاب «الملكي» في المشتمل على الطب النظري والطب العملي، والذي استند فيه إلى مشاهداته في المشافي، لا إلى الكتب، وأظهر فيه عدة أغاليط لبقراط وجالينوس وأريباسيوس وبولس الإجيني ... إلخ، وابتعد فيه عن مبادئ الطب اليوناني كثيراً في معالجة الأمراض على الخصوص مع اعتماده عليها، وتَرْجَم إتيان الأنطاكي هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية سنة ١١٢٧ م، وطُبع هذا الكتاب في مدينة ليون سنة ١٥٢٣ م.
وابن سينا هو أشهر جميع أطباء العرب، وبلغ ابن سينا من التأثير في عالم الطب عدة قرون ما لُقِّب معه بأمير الطب.