شكل ٧ - ٢: فوهة بئر عربية بقرطبة (من صورة فوتوغرافية)
أجل، قد تَحْمِل أمةٌ أمةً أخرى على انتحال دينها ولغتها ونظمها وفنونها، ولكن إنعام النظر يدل على أن هذه العناصر الجديدة لا تَلْبَثُ أن تتحول تحولًا ملائمًا لاحتياجات تلك الأمة التي انتحلتها، وكما أن النظم المشتقة من القرآن في بلاد فارس غيرها في بلاد الهند ومصر وإفريقية نرى الفنون العربية في بلاد فارس غيرها في تلك البلاد الأخرى، ولسرعان ما تَطَور فن العمارة العربي الذي أدُخل مع القرآن إلى بلاد الهند؛ فاكتسب صفة الاستقرار والعظمة التي اتصفت بها مباني تلك البلاد العريقة في القدم.
وإذ كانت الفنون عنوان مشاعر الأمة وتصوراتها كانت العوامل القادرة على تحويلها كثيرة كثرةَ العوامل التي تؤثر في المجتمعات، ويُعد درس هذه العوامل وما لها من الأثر على جانب عظيم من الأهمية، وإن كنا لن نَصْنَعه هنا، والمعارف التي لدينا في ذلك عامة الآن، ولا تؤدِّي إلى ما نتمناه من الشروح الدقيقة، وإذا ما قُيِّض ذلك لأحد العلماء فأزال النقص تألفت لغة سهلة من قراءة آثار الفن.