شكل ٧ - ١: جزئيات معمارية في باب بقصر الحمراء (من صورة فوتوغرافية)
قهقهة الناظرين لا محالة. والحق أن الأثر الفني إذا ما خرج عن زمانه وبيئته أضاع معناه، وأصبح المُتحف أليقَ مكان له.
وهنا أذكر أن البارتنون الذي أقيم تحت سماء اليونان الصافية على ذُروة الأكروبول المهيمنة على أثينا هو من أجمل ما يتصوره الإنسان من المعابد، فلما أقمنا على طرازه كنيسةً في ميدان المادلين بباريس كان هذا عملًا سَمِجًا باردًا، ولو لم يبالغ المهندس في تجسيم هذه الكنيسة؛ لكانت محلاً لسُخرية الناس عند قياسها بالأبنية العالية التي تحيط بها.
والفنون، إذن، وليدةُ مشاعر الأمم واحتياجاتها ومعتقداتها كالنظم، وإذا تحوَّلت هذه المشاعر والاحتياجات والمعتقدات وَجَبَ أن تتحول نُظُم تلك الأمم وفنونها أيضاً، ولو لم يكن لدينا من دور النهضة الأوربية سوى آثاره الفنية لكفى قياسها بآثار القرون الوسطى؛ لإدراك تطور العالم الأوربي تطوراً عميقًا.