العربية كالقصور التي أقامها العرب في الأندلس أو المساجد التي أقاموها في القاهرة رأيت العناصر الأولى التي تألفت منها بلغت من التمازج ما يتعذر معه من الانتباه إلى المصادر التي اشتُقَّت منها.
والآن نلمس مزاج الأمة الإبداعي فنقول: مهما تكن عناصر الفن التي تصبح قبضتها تضع طابعها الخاص عليها، فإذا كانت الأمة مبدِعة أمكن أن تتجلى قوتها الإبداعية في كل شيء حتى في بناء إصطبل أو صنع حذاء، وإذا كانت الأمة عاطلة من مثل هذه القوة لم تَفْعَل سوى تنضيد عناصر الفن، كما هو شأن الترك الذين استطاعوا أن يقلدوا كنيسة أياصوفية في القسطنطينة عشر مرات، وأن يُنضِّدوا فيما قلدوه بعض الزخارف العربية أو الفارسية، ولكن من غير أن تكون لهم فيه أيةُ مسحة إبداعٍ فني خاصة.
شكل ٧ - ٨: باب عربي قديم في القاهرة (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).