ثم تطورت القوس المصنوعة على رسم البيكارين في مصر وصِرْتَ لا ترى لأسفلها خصراً، وذلك خلافاً لما اتفق لها في الأندلس وإفريقيا حيث اكتسبت شكل نعل الفرس أو القوس المجاوِزة، وأصبحت هذه القوس صفةً لفن العمارة العربي فيهما في بعض الأزمنة.
شكل ٨ - ٤: برج كنيسة سانتياغو العربي في طليطلة (من صورة فوتوغرافية)
وقد قيل: إن القوس المجاوِزة (المصنوعة على شكل نعل الفرس) كانت معروفةً عند البيزنطيين، ولكن هذا لم يستند إلى دليل ما دامت تلك القوس غير مشهودة في معظم مباني ذلك الزمن، وأرى، مع ذلك، أنها لم تكن مجهولة فيه، وإن كانت قليلة الاستعمال، والحق أنني وَجَدت في كنيسة كابْنِيكارْيا، التي أقامتها القيصرة أودوكسي في أثينا ٤١٨ م، على حسب ما جاء في كتابةٍ تَبَيَّنتُها على عمود، أقواسًا مجاوِزةً قليلاً جداً، وظهرَ ارتداد أسفل القوس منها إلى داخلها من الضعف بحيث يحتاج إدراكه إلى شيء من الدقة.