وترى في مصر، ولا سيما في المقبرة القريبة من أسفل قلعة القاهرة، والتي سميتها سَهْلَ القبور، وذلك في الصورة التي نشرتها لها، تمييزاً لها من المقبرة الأخرى المعروفة باسم مزارات الخلفاء، جميعَ أنواع القِباب، كالقباب التي هي على شكل نصف الدائرة، والقباب الإهليجيَّة، والقباب الأسطوانية، والقباب المخروطة، والقباب المجاوزة، والقباب المُقَرَّنة ... إلخ.
المتدليات «المقرنصات»: يظهر أن العرب كانوا يكرهون ما كان يحبه الأغارقة من الأوجه المُلْسِ المُوَحَّدة والزوايا والأشكال القائمة، فكانوا يُنشئون الكُوَّاتِ الصغيرةَ الناتئة المثلثة الكُرِيَّة المسماة بالمُتَدَلِّيَات؛ لتَدَلي بعضِها فوق بعضٍ في الفضاء تدلياً هندسياً تدريجياً يذكِّرنا بخلايا النحل، وذلك لِمَا نرى من رغبتهم في ملء زوايا الجُدُر القائمة، وفي وَصْلِ القباب المستديرة بما تقوم عليه من الرِّدَاه المربعة وصلاً غير محسوس، وقد استُعمِلت المتدليات في صقلية منذ القرن العاشر والقرن الحادي عشر من الميلاد، وقد حوَّل عرب الأندلس تجوفاتها الكرية إلى مواشير قائمةٍ ذات وجوه مقعرة.
والمتدليات مما انفرد به العرب، ولم توجد عند أية أمة حتى الآن، وما كاد القرن الثاني عشر من الميلاد يَحِلُّ حتى كان أمرها شاملاً لجميع البلدان الإسلامية،