على أن لدينا من البينات ما يثبت أن البنائين في أيام ملوك البربر كانوا من العرب، فقد روى ابن سعيد «أن أميري الموحدين، يوسف ويعقوب المنصور، أحضرا من الأندلس مهندسين لإنشاء جميع المباني التي أقاموها في مراكش ورباط وفاس والمنصورية ... ومن المعروف اليوم (١٢٣٧ م) أن هذا الازدهار وهذا الرخاء في مراكش انتقل إلى تونس فأقام سلطانها قصورًا وغرس حدائق وكروماً على الطريقة الأندلسية مستعينًا بمهندسي الأندلس وبنَّائيها ونجَّاريها ولبَّانيها ودهَّانيها وبُستانييها، أي تم شَيْد هذه المباني وفق رسوم وضعها أناسٌ من الأندلس أو صنعت تقليداً لمبانٍ أندلسية.»
شكل ٨ - ١١: مسجد همذان القديم بفارس (من تصوير كوست)
وجامعُ قرطبة هو أقدمُ مباني العرب في بلاد الأندلس، وأقيم جامعُ قرطبة في دور فنِّ العمارة الذي أسُمِّيه دورَ فنِّ العمارة البيزنطي العربي، لا البيزنطي وحده، وذلك لما لم نَجد من بناء بيزنطي يشابهه، وهو، وإن كان يشتمل بوضوح على بعض عناصر الفن البيزنطي «كتيجان عَمَدِه التي هي على شكل أوراق الشجر ونقوشِه التي هي على شكل الأغصان وزينتِه المتشابكة وفسيفسائه وزخارفه التي هي على أساس من ذهب ... إلخ»، يختلف عن المباني البيزنطية بما فيه من الزينة بالخط الكوفي، وبأقواسه المصنوعة على شكل نعل الفرس بفلق كثيرة والقائم بعضها فوق بعض، وبجزئيات