شكل ١٠ - ٣: برج بليم، وهو قائم على الطراز الإسباني العربي (من صورة فوتوغرافية)
في طليطلة بدأ منذ سنة ١١٣٠ م يَنقُل أهم كتب العرب إلى اللغة اللاتينية تحت رعاية رئيس الأساقفة ريمون، وأن أعماله في الترجمة كُلِّلَتْ بالنجاح ما بدا للعرب بها عالمٌ جديد، ولم يتوانَ الغربُ في أمر هذه الترجمة في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر من الميلاد، ولم يقتصر الغرب على ترجمة مؤلفات علماء العرب، كالرازي وأبي القاسم وابن سينا وابن رشد ... إلخ، إلى اللغة اللاتينية، بل نُقِلت إليها، أيضاً، كتب علماء اليونان التي كان المسلمون قد ترجموها إلى لغتهم الخاصة ككتب جالينوس وبقراط وأفلاطون وأرسطو وأقليدس وأرشميدس وبطليموس؛ فزاد عدد ما تُرجم من كتب العرب إلى اللغة اللاتينية على ثلاثمائة كتاب كما روى الدكتور لوكلير في كتابه «تاريخ الطب العربي.»
والحق أن القرون الوسطى لم تعرف كتبَ العالَم اليوناني القديم إلا من ترجمتها إلى لغة أتباع محمد، وبفضل هذه الترجمة اطلعنا على محتويات كُتب اليونان التي ضاع أصلها ككتاب أبُلُّونيوس في المخروطات، وشروح جالينوس في الأمراض السارية،