ورسالة أرسطو في الحجارة ... إلخ، وأنه إذا كانت هناك أمةٌ نُقِرُّ بأننا مدينون لها بمعرفتنا لعالم الزمان القديم فالعربُ هم تلك الأمة، لا رهبانُ القرون الوسطى الذين كانوا يجهلون حتى اسمَ اليونان. فعلى العالم أن يعترف للعرب بجميل صنعهم في إنقاذ تلك الكنوز الثمينة اعترافاً أبدياً، قال مسيو ليبري:«لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ؛ لتأخرت نهضة أوربة في الآداب عدة قرون.»
شكل ١٠ - ٤: كنيسة القديس بطرس في قلعة أيوب، وهي قائمة على الطراز الإسباني العربي (من صورة قديمة).
وعربُ الأندلس وحدهم، هم الذين صانوا في القرن العاشر من الميلاد، وذلك في تلك الزاوية الصغيرة من الغرب، العلومَ والآداب التي أهُمِلَت في كل مكان، حتى في القسطنطينية، ولم يكن في العالم في ذلك الزمن بلادٌ يمكن الدرسُ فيها غيرُ الأندلس العربية، وذلك خلا الشرق الإسلامي طبعاً، وإلى بلاد الأندلس كان يذهب أولئك النصارى القليلون لطلب العلوم في الحقيقة، ونذكر منهم، على حسب بعض الروايات التي هي موضوع جدال من غير أن يَثبُت عدم صحتها، جربرت الذي صار بابا في سنة ٩٩٩ م باسم سلفستر الثاني، والذي أراد أن ينشر في أوربة ما تعلمه؛ فعدَّ الناس عمله من الخوارق، واتهموه بأنه باع روحه من الشيطان.