وأخرج يزيد بن هارون من طريق ليث عن طاوسٍ , أنّ عثمان وابن عبّاس كانا يجعلان الجدّ أباً.
وأخرج البخاري في " صحيحه " من طريق ابن أبي مُلَيكة قال: كتب أهل الكوفة إلى ابن الزّبير في الجدّ , فقال: إنّ أبا بكر أنزله أباً.
وفيه دلالة على أنّه أفتاهم بمثل قول أبي بكر.
واحتج ابن عبّاس بقوله تعالى (يا بني آدم) فأخرج محمّد بن نصر من طريق عبد الرّحمن بن معقل قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاس فقال له: كيف تقول في الجدّ؟ قال: أيّ أبٍ لك أكبر؟ فسكت، وكأنّه عيي عن جوابه، فقلت أنا: آدم، فقال: أفلا تسمع إلى قوله تعالى (يا بني آدم). أخرجه الدّارميّ من هذا الوجه.
واحتج أيضاً بقوله تعالى (واتّبعت ملة آبائي) فأخرج سعيد بن منصور من طريق عطاء عن ابن عبّاس قال: الجدّ أبٌ وقرأ (واتّبعت ملة آبائي) الآية.
واحتجّ بعض مَن قال بذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم - " أنا ابن عبد المطّلب " وإنّما هو ابن ابنه.
قال البخاري: ولَم يُذكر أنّ أحداً خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - متوافرون. انتهى
كأنّه يريد بذلك تقوية حجّة القول المذكور , فإنّ الإجماع السّكوتيّ حجّة، وهو حاصل في هذا، وممّن جاء عنه التّصريح بأنّ الجدّ يرث ما كان يرث الأب عند عدم الأب , معاذ وأبو الدّرداء وأبو موسى وأبيّ